هل العقم مشكلة شائعة؟
قد يتساءل الكثير من الأشخاص عن مدى انتشار مشكلة العقم في العالم، وبين المتزوجين، وقد يعتقد البعض الآخر أنها مشكلة ليست شائعة الانتشار، الأمر الذي يخلق تحدياتٍ عدة لدى كثير منهم، ويؤثر على الحالة النفسية لهم، لاعتقادهم أن هذه المشكلة لا تواجه إلاّ قلة من المتزوجين، وليست مشكلة شائعة. لكن الدراسات الحديثة وتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023 أظهر أن العقم أصبح يصيب أعداداً كبيرة من الأشخاص البالغين في مختلف مراحل حياتهم، وتبلغ نسبة العقم بين البالغين ما يقارب ال 17.5%، أي شخص واحد من كل ستة أشخاص في العالم يواجه مشكلة العقم، الأمر الذي يؤكد على أن العقم مشكلة شائعة الانتشار على مستوى العالم.
هل أن العقم مشكلة شائعة فكرة متقبلة بين الأزواج عالمياً؟
تختلف نسبة انتشار العقم على مستوى العالم، لكنها تختلف من حيث قدرة الأزواج على العلاج وتقبلهم لفكرة العقم. حيث أنه في كثير من الثقافات والمجتمعات لا تزال فكرة العقم تعتبر وصمة عارٍ أو خجل تدفع الأزواج إلى إنكار وجود هذه المشكلة لديهم. وعلى الرغم من كون العقم مشكلة شائعة إلا أنه لا تزال الكثير من العائلات ترفض فكرة العلاج، والتوجه إلى طبيب معالج لبدء رحلة التشافي، واكتشاف المشكلة. وبشكل خاص عند الحديث عن العقم عند الرجال، حيث أظهرت الدراسات أن 30% من حالات تأخر الإنجاب بين الزوجين سببها الزوج وليس الزوجة، الأمر الذي يجعل اتخاذ قرار البدء بالعلاج أكثر صعوبةً لاعتبار الرجل أن هذه المشكلة تنتقص من كرامته، أو انخفاض رجولته. لكن الأمر الذي لا بد من التأكيد عليه، هو أن العقم هو مرض مثل أي مرض آخر، يمكن أن يصيب أي شخص، ولا يعبر عن مدى رجولة الزوج، ويمكن علاجه ومحاربته في حال تم الاعتراف بوجود هذه المشكلة.
بما أن العقم مشكلة شائعة هل العلاج منه شائع الانتشار كذلك؟
إن انتشار العلاج للعقم يختلف من دولة إلى أخرى حسب التطور العلمي والطبي في المنطقة، إضافة إلى تكلفة العلاج. حيث أنه في كثير من الدول على الرغم من أن العقم مشكلة شائعة الانتشار إلا أنه لا يزال مكلف بدرجة كبيرة الأمر الذي يحد من قدرة بعض الأزواج على استكمال العلاج. إلا أنه في بلادنا فلسطين أصبح العلاج من العقم من أحدث القطاعات الطبية والتي تغني الفرد من السفر إلى خارج البلاد لتلقي العلاج المناسب.